رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ـ وقد قيلَ لَهُ : لوِ اتَّخَذتَ فِراشا ،وهُو على حَصيرٍ قد أثَّرَ في جَنبَيهِ ـ : ما لِي ولِلدُّنيا ؟! ما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنيا إلّا كَراكِبٍ سارَ في يَومٍ صائفٍ فاستَظَلَّ تَحتَ شَجَرَةٍ ساعَةً مِن نَهارٍ ثُمّ راحَ وتَرَكَها .
مكارم الأخلاق :
الإمامُ الباقرُ عليه السلام : إنّ رسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لَم يُورِّثْ دِينارا ولا دِرهَما ولا عَبدا ولا وَليدَةً ولا شاةً ولا بَعيرا ، ولقد قُبِضَ صلى الله عليه و آله وإنّ دِرعَهُ مَرهونَةٌ عِند يَهوديٍّ مِن يَهودِ المَدينَةِ بعِشرينَ صاعا مِن شَعيرٍ استَسلَفَها نَفَقَةً لأهلِهِ .
امام باقر عليه السلام :
الترغيب والترهيب عن عُمر : دَخَلتُ على رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وهُو على حَصيرٍ، قالَ : فجَلَستُ ، فإذا علَيهِ إزارُهُ ، ولَيس علَيهِ غَيرُهُ ، وإذا الحَصيرُ قد أثَّرَ في جَنبِهِ ، وإذا أنا بِقَبضَةٍ مِن شَعيرٍ نَحوِ الصّاعِ ، وقَرَظٌ في ناحِيَةٍ في الغُرفَةِ ، وإذا إهابٌ مُعَلَّقٌ ، فابتَدَرَت عَيناي ، فقالَ : ما يُبكيكَ يابنَ الخَطّابِ ؟ فقالَ : يا نَبيَّ اللّه ِ ، وما ليَ لا أبكي وهذا الحَصيرُ قد أثَّرَ في جَنبِكَ وهذهِ خِزانَتُكَ لا أرى فيها إلّا ما أرى ، وذاكَ كِسرى وقَيصرُ في الثِّمارِ والأنهارِ ، وأنتَ نَبيُّ اللّه ِ وصَفوَتُهُ ، وهذهِ خِزانَتُكَ ؟! قالَ : يابنَ الخطّابِ ، أما تَرضى أن تَكونَ لَنا الآخِرَةُ ولَهُمُ الدُّنيا ؟ !
الترغيب والترهيب
مكارمِ الأخلاقِ : جاءَهُ صلى الله عليه و آله ابنُ خولي بإناءٍ فيهِ عَسَلٌ ولَبَنٌ ، فأبى أن يَشرَبَهُ ، فقالَ : شَربَتانِ في شَربَةٍ ، وإناءانِ في إناءٍ واحِدٍ ؟! فأبى أن يَشرَبَهُ ، ثُمّ قالَ : ما اُحَرِّمُهُ ، ولكنّي أكرَهُ الفَخرَ والحِسابَ بِفُضولِ الدُّنيا غَدا ، واُحِبُّ التَّواضُعَ ، فإنّ مَن تواضَعَ للّه ِ رَفَعَهُ اللّه ُ .
مكارم الأخلاق :