الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام : إنَّ الحَسَنَ بنَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام كانَ أعبَدَالناسِ فيزَمانِهِ وَأزهَدَهُم وَأفضَلَهم، وَكانَ إذا حَجَّ حجَّ ماشيا وَرُبَّما مَشى حافيا ، وَكانَ إذا ذُكِرَ المَوتُ بَكى ، وَإذا ذُكِرَ القَبرُ بَكى ، وَإذا ذُكِرَ البَعثُ وَالنُشورُ بَكى ، وَإذا ذُكِرَ المَمَرُّ عَلى الصِّراطِ بَكى ، وَإذا ذُكِرَ العَرضُ عَلى اللّه ِ تَعالى ذِكرُه شَهِقَ شَهقَةً يُغشى عَلَيهِ مِنها ، وَكانَ إذا قامَ في صَلاتِهِ تَرتَعِدُ فَرائِصُهُ بَينَ يَدي رَبِّهِ عزّ وجلّ ، وَكانَ إذا ذُكِرَ الجَنَّةُ وَالنارُ اضطَرَبَ اضطِرابَ السَّليمِ وَسأل اللّه َ تعالى الجَنَّةَ وَتَعوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ .
امام زين العابدين عليه السلام :
المناقب لابن شهر آشوب : إنَّهُ مَرَّ الحسنُ بنُ عَليٍّ عليه السلام عَلى فُقَراءٍ وَقَد وَضَعوا كَسيراتٍ عَلَى الأرضِ وَهُم قُعودٌ يَلتَقِطونَها وَيَأكُلونَها فَقالوا لَهُ : هَلُمَّ يابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ إلى الغَداءِ ، قالَ : فَنَزَلَ وَقالَ : إنَّ اللّه َ لا يُحِبُ المُستَكبِرينَ وَجَعَلَ يَأكُلُ مَعَهُم حَتّى اكتَفوا وَالزادُ على حالِهِ بِبَرَكَتِهِ ثُمَّ دَعاهُم إلى ضِيافَتِهِ وَأطعَمَهُم وَكَساهُم .
المناقب ، ابن شهر آشوب :
مختصر تاريخ دمشق عن رَجلٍ مِن أهلِ الشامِ : قَدِمتُ المَدينَةَ فَرَأَيتُ رَجـُلاً بَهَرَني جَمالُهُ ، فَقُلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : الحَسنُ بنُ عَليٍّ ، قالَ : فَحَسَدتُ عَليّا أن يَكونَ لَهُ ابنٌ مِثلُهُ ، قالَ : فَأتَيتُهُ فَقُلتُ : أنتَ ابنُ أبي طالِبٍ ؟ قالَ : إنّي [ أبي] ابنُهُ فَقُلتُ : بِكَ وَبِأبيكَ وَبِكَ وَبِأبيكَ، قالَ: وَأَزِمَ لا يَرِدُ إلَيَّ شَيئا، ثُمَّ قالَ: أراكَ غَريبا فَلَو استَحمَلتَنا حَمَلناكَ ، وَإن استَرفَدتَنا رَفَدناكَ ، وَإن استَعَنتَ بِنا أعَنّاكَ ، قالَ : فَانصَرَفتُ عنه وَما في الأرضِ أحَدٌ أحَبُّ إلَيَّ مِنهُ .
مختصر تاريخ دمشق