عَبدُ اللّه ِ بنُ مُحَمَّدٍ الهاشِمِيُّ : دَخَلتُ عَلَى المَأمونِ يَومًا ، فَأَجلَسَني وأخرَجَ مَن كانَ عِندَهُ ، ثُمَّ دَعا بِالطَّعامِ فَطَعِمنا ، ثُمَّ طَيَّبَنا ، ثُمَّ أمَرَ بِسِتارَةٍ فَضُرِبَت، ثُمَّ أقبَلَ عَلى بَعضِ مَن كانَ فِي السِّتارَةِ فَقالَ : بِاللّه ِ لَمّا رَثَيتَ لَنا مَن بِطوسَ ! فَاَ?َذتُ أقولُ :
سَقيًا بِطوسِ ومَن أضحى بِها قَطَنا
مِن عِترَةِ المُصطَفى أبقى لَنا حَزَنًا
قالَ : ثُمَّ بَكى وقالَ لي : يا عَبدَ اللّه ِ ، أيَلومُني أهلُ بَيتي وأهلُ بَيتِكَ أن نَصَبتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عَلَمًا ؟! فَوَاللّه ِ لاَُحَدِّثُكَ بِحَديثٍ تَتَعَجَّبُ مِنهُ . جِئتُهُ يَومًا فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّ آباءَكَ موسَى بنَ جَعفَرٍ ، وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، ومُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ، وعَلِيَّ بنَ الحُسَينِ كانَ عِندَهُم عِلمُ ما كانَ وما هُوَ كائِنٌ
لى يَومِ القِيامَةِ ، وأنتَ وَصِيُّ القَومِ ووارِثُهُم ، وعِندَكَ عِلمُهُم ، وقَد بَدَت لي إلَيكَ حاجَةٌ . قالَ : هاتِها ، فَقُلتُ : هذِهِ الزّاهِرِيَّةُ خطتني
، ولا اُقَدِّم عَلَيها مِن جَوارِيَّ ، قَد حَمَلَت غَيرَ مَرَّةٍ وأسقَطَت ، وهِيَ الآنَ حامِلٌ ، فَدُلَّني عَلى ما تَتَعالَجُ بِهِ فَتَسلَمُ ، فَقالَ : لا تَخَف مِن إسقاطِها ، فَإِنَّها تَسلَمُ وتَلِدُ غُلامًا أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ ، ويَكونُ لَهُ خِنصِرٌ زائِدَةٌ في يَدِهِ اليُمنى لَيسَت بِالمُدَلاّةِ ، وفي رِجلِهِ اليُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ . فَقُلتُ في نَفسي : أشهَدُ أنَّ اللّه َ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
فَوَلَدَتِ الزّاهِرِيَّةُ غُلامًا أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ ، في يَدِهِ اليُمنى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ ، وفي رِجلِهِ اليُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ ، عَلى ما كانَ وَصَفَهُ لِيَ الرِّضا ، فَمَن يَلومُني عَلى نَصبي إيّاهُ عَلَمًا ؟ !
.