قرآن:
«قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَ انصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـعِلِينَ * قُلْنَا يَـنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ » .
«گفتند : او را بسوزانيد و خدايانتان را يارى كنيد ، اگر مى خواهيد كارى انجام دهيد . گفتيم : اى آتش! سرد و امن باش بر ابراهيم»
.
تفسير القمّي : اِستَشارَ نُمرودُ قَومَهُ في إبراهيمَ
«قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَ انصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـعِلِينَ» ، فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : كانَ فِرعونُ إبراهيمَ لِغَيرِ رُشدٍ وأصحابُهُ لِغَيرِ رُشدٍ . . . فَإِنَّهُم قالوا لِنُمرودَ : حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إن كُنتُم فاعِلينَ وَكانَ موسىع وأصحابُهُ رَشَدَةً ، فَإِنَّهُ لَمَّا استَشارَ أصحابَهُ في موسىع ، قالوا :
«أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِى الْمَدَآئِنِ حَـشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَـحِرٍ عَلِيمٍ» ، فَحَبَسَ إبراهيمَ وجَمَعَ لَهُ الحَطَبَ حَتّى إذا كانَ اليَومُ الَّذي ألقى فيهِ نُمرودُ إبراهيمَ فِي النّارِ ، بَرَزَ نُمرودُ وجُنودُهُ وقَد كانَ بُنِيَ لِنُمرودَ بِناءٌ لِيَنظُرَ مِنهُ إلى إبراهيمَ كَيفَ تَأخُذُهُ النّارُ ، فَجاءَ إبليسُ وَاتَّخَذَ لَهُمُ المَنجَنيقَ ؛ لأَِنَّهُ لَم يَقدِر واحِدٌ أن يَقرُبَ مِن تِلكَ النّارِ عَن غَلوَةِ سَهمٍ وكانَ الطّائِرُ مِن مَسيرَةِ فَرسَخٍ يَرجِعُ عَنها إن يَتَقارَب مِنَ النّارِ ، وكانَ الطّائِرُ إذا مَرَّ فِي الهَواءِ يَحتَرِقُ فَوُضِعَ إبراهيمُ عليه السلام فِي المَنجَنيقِ وجاءَ أبوهُ فَلَطَمَهُ لَطمَةً ، وقالَ لَهُ : ارجِع عَمّا أنتَ عَلَيهِ .
وأنزَلَ الرَّبُ مَلائِكَتَهُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا ولَم يَبقَ شَيءٌ إلاّ طَلَبَ إلى رَبِّهِ ، وقالَتِ الأَرضُ : يا رَبِّ لَيسَ عَلى ظَهري أحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ فَيُحَرَّقُ !
وقالَتِ المَلائِكَةكُ : يا رَبِّ خَليلُكَ إبراهيمُ يُحَرَّقُ !
فَقالَ اللّه ُ عز و جل : أما إنَّهُ إن دَعاني كَفَيتُهُ .
وقالَ جَبرَئيلُ : يا رَبِّ ، خَليلُكَ إبراهيمُ لَيسَ فِي الأَرضِ أحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ سَلَّطتَ عَلَيهِ عَدُوَّهُ يُحرِقُهُ بِالنّارِ .
فَقالَ : اسكُت إنَّما يَقولُ هذا عَبدٌ مِثلُكَ يَخافُ الفَوتَ هُوَ عَبدي آخُذُهُ إذا شِئتُ فَإِن دَعاني أجَبتُهُ ، فَدَعا إبراهيمُ عليه السلامرَبَّهُ بِسورَةِ الإِخلاصِ «يا اللّه ُ يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، نَجِّني مِنَ النّارِ بِرَحمَتِكَ» .
فَالتَقى مَعَهُ جَبرَئيلُ فِي الهَواءِ وقَد وُضِعَ فِي المَنجَنيقِ ، فَقالَ : يا إبراهيمُ ، هَل لَكَ إلَيَّ مِن حاجَةٍ .
فَقالَ إبراهيمُ : أمّا إلَيكَ فَلا ، وأمّا إلى رَبِّ العالَمينَ فَنَعَم ، فَدَفَعَ إلَيهِ خاتَما عَلَيهِ مَكتوبٌ : «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ِ ألجَأتُ ظَهري إلَى اللّه ِ أسنَدتُ أمري إلَى اللّه ِ وفَوَّضتُ أمري إلَى اللّه ِ» ، فَأَوحَى اللّه ُ إلَى النّارِ كوني بَردا ، فَاضطَرَبَت أسنانُ إبراهيمَ مِن البَردِ حَتّى قالَ :
«وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ» وَانحَطَّ جَبرَئيلُ وجَلَسَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ فِي النّارِ .
ونَظَرَ إلَيهِ نُمرودُ ، فَقالَ : مَنِ اتَّخَذَ إلها فَليَتَّخِذ مِثلَ إلهِ إبراهيمَ .